الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (63- 70): .شرح الكلمات: {وإذا خاطبهم الجاهلون}: أي بما يكرهون من الأقوال. {قالوا سلاماً}: أي قولاً يسلمون به من الإثم، ويسمى هذا سلام المتاركة. {سجداً وقياماً}: أي يصلون بالليل سجداً جمع ساجد. {إن عذابها كان غراماً}: أي عذاب جهنم كان لازماً لا يفارق صاحبه. {إنها ساءت متسقراً ومقاماً}: أي بئست مستقراً وموضع إقامة واستقرار. {لم يسرفوا ولم يقتروا}: أي لم يبذروا ولم يضيقوا. {وكان بين ذلك قواماً}: أي بين الإسراف والتقتير وسطاً. {التي حرم الله}: وهي كل نفس آدمية إلا نفس الكافر المحارب. {إلا بالحق}: وهو واحد من ثلاث: كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان. {يلق أثاماً}: أي عقوبة شديدة. {يبدل الله سيئاتهم حسنات}: بأن يمحو بالتوبة سوابق معاصيهم، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم. .معنى الآيات: الثانية: في قوله: {والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} أي يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم ويذرفون دموعهم على خدودهم خوفاً من عذاب ربهم. والثالثة: في قوله: {والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم} إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم يدنو من وجوههم فقالوا {ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما} أي مُلحّاً لازماً لا يفارق صاحبه، {إنها ساءت} أي جهنم {مستقراً ومقاماً} أي بئست موضع إقامة واستقرار. والرابعة: في قوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا} في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم، ولم يقتروا فيقصروا في الواجب عليهم وكان إنفاقهم بين الإسراف والتقتير قواماً أي عدلاً وسطاً. والخامسة: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} أي لا يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم كما لا يشركون بعبادة ربهم أحداً {ولا يقتلون النفس التي حرم الله} قتلها وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب فإنها مباحة القتل غير محرمة. {إلا بالحق} وهو واحدة من ثلاث خصال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة» {ولا يزنون} أي لا يرتكبون فاحشة الزنا والزنا نكاح على غير شرط النكاح المباح وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك} هذا كلام معترض بين صفات عباد الرحمن. أي ومن يفعل ذلك المذكور من الشرك بدعاء غير الرب أو قتل النفس بغير حق، أو زنا {يلق إثاماً} أي عقاباً {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه} أي في العذاب {مهاناً} مخزياً ذليلاً، وقوله تعالى: {إلا من تاب} من الشرك وآمن بالله وبلقائه وبرسوله وما جاء به من الدين الحق {وعمل صالحاً} من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام {فأولئك} المذكورون أي التائبون {يبدل الله سيئاتهم حسنات} أي يمحو سيآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانهم صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم {وكان الله غفوراً رحيماً} ذا مغفرة للتائبين من عباده ذا رحمة بهم فلا يعذبهم بعد توبته عليهم، وقوله: {ومن تاب} من غير هؤلاء المذكورين أي رجع إلى الله تعالى بعد غشيانه الذنوب {وعمل صالحاً} بعد توبته {فإنه يتوب إلى الله متاباً} أي يرجع إليه تعالى مرجعاً مرضياً حسناُ فيكرمه وينعمه في دار كرامته. .من هداية الآيات: 2- فضيلة التواضع والسكينة في المشي والوقار. 3- فضيلة رد السيئة بالحسنة والقول السليم من الإثم. 5- فضيلة الاعتدال والقصد في النفقة وهي الحسنة بين السيئتين. 6- حرمة الشرك وقتل النفس والزنى وأنها أمهات الكبائر. 7- التوبة تجب ما قبلها. والندب إلى التوبة وأنها مقبولة ما لم يغرغر. .تفسير الآيات (71- 77): .شرح الكلمات: {وإذا مروا باللغو}: أي بالكلام السيء القبيح وكل مالا خير فيه. {مروا كراماً}: أي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن سماعة أو المشاركة فيه. {وإذا ذكروا بآيات ربهم}: أي إذا وعظوا بآيات القرآن. {لم يخروا عليها صماً وعمياناً}: أي لم يطأطئوا رؤوسهم حال سماعها عمياً لا يبصرون ولا يصماً لا يسمعون بل يصغون يسمعون ويعون ما تدعو إليه ويبصرون ما تعرضه. {قرة أعين}: أي ما تقر به أعيننا وهو أن تراهم مطيعين لك يعبدونك وحدك. {واجعلنا للمتقين إماماً}: أي من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك قدوة يقتدون بنا في الخير. {يجزون الغرفة}: أي الدرجة العليا في الجنة. {بما صبروا}: أي على طاعتك بامتثال الأمر واجتناب النهي. {حسنت مستقراً ومقاماً}: أي صلحت وطابت مستقراً لهم أي موضع استقرار وإقامة. {ما يعبأ بكم ربي}: أي ما يكترث ولا يعتد بكم ولا يبالي. {لولا دعاؤكم}: إياه، ودعاؤه إياكم لعبادته بذكره وشكره. {فسوف يكون لزاماً}: أي العذاب لزاماً أي لازماً لكم في بدر ويوم القيامة. .معنى الآيات: والسادسة: في قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} الزور هو الباطل والكذب وعباد الرحمن لا يحضرون مجالسة ولا يقولونه ولا يشهدونه ولاينطقون به {وإذا أمروا باللغو} وهو كل عمل وقول لا خير فيه {مروا كراماً} أي مكرمين أنفسهم من التلوث به، بالوقوع فيه. والسابعة: في قوله تعالى: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم} أي إذا ذكرهم أحد بآيات القرآن كتاب ربهم عز وجل لم يحنوا رؤوسهم عليها صماً حتى لا يسمعوا مواعظها ولا عمياناً حتى لا يشاهدوا آثار آياتها بل يحنون رؤوسهم سامعين لها واعين لما تقوله وتدعو إليه مبصرين آثارها مشاهدين وقائعها متأثرين بها. والثامنة: في قوله تعالى: {والذين يقولون} أي في دعائهم {ربنا هب لنا} أي أعطنا {من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} أي ما تقر به أعيننا وذلك بأن نراهم يتعلمون الهدى ويعملون به طلباً لمرضاتك يا ربنا {واجعلنا للمتقين} من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك بفعل أمرك وأمر رسولك واجتناب نهيك ونهي رسولك {واجعلنا للمتقين إماما} أي قدوة صالحة يقتدون بنا في الخير يا ربنا. قال تعالى مخبراً عنهم بما أنعم به عليهم. {أولئك} أي السامون أنفساً العالون أرواحاً {يجزون الغرقة} وهي الدرجة العليا في الجنة {بما صبروا} على طاعة مولاهم، وما يلحقهم من أذى في ذات ربهم {ويلقون فيها} أي تتلقاهم الملائكة بالتهاني والتحيات {تحية وسلاماً} أي بالدعاء بالحياة السعيدة والسلامة من الآفات إذ هي حياة بلا ممات، وسعادة بلا منغصات. وقوله تعالى: {خالدين فيها} أي في تلك الغرفة في أعلى الجنة {حسنت مستقراً} أي طابت موضع إقامة واستقرار. إلى هنا انتهى الحديث عن صفات عباد الرحمن وبيان جزائهم عند ربهم. وقوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} أي قل يا رسولنا لأولئك المشركين المنكرين للرحمن {ما يعبأ بكم ربي} أي ما يكترث لكم أو يبالي بكم {لولا دعاؤكم} أياه أي عبادة من يعبده منكم إذ الدعاء هو العبادة ما أبالي بكم ولا أكترث لكم. أما وقد كذبتم بي وبرسولى فلم تعبدوني ولم توحدوني وإذاً {فسوف يكون} العذاب {لزاماً} وقد أذقتموه يوم بدر، وسوف يلازمهم في قبورهم إلى نشورهم، وسوف يلاحقهم حتى مستقرهم في جهنم. .من هداية الآيات: 2- فضيلة الإعراض عن اللغو فعلاً كان أو قولاً. 3- فضيلة تدبر القرآن وحسن الاستماع لتلاوته والاتعاظ بمواعه والعمل بهدايته. 4- فضيلة علو الهمة وسمو الروح وطلب الكمال والقدوة في الخير. 5- لا قيمة للإنسان وهو أشرف الحيوانات لولا عبادته الله عز وجل فإذا لم يعبده كان شر الخليقة. .سورة الشعراء: .تفسير الآيات (1- 9): .شرح الكلمات: {الكتاب المبين}: أي القرآن المبين للحق من الباطل. {باخع نفسك}: أي قاتلها من الغم. {ألا يكونوا مؤمنين}: أي من أجل عدم إيمانهم بك. {آية}: أي نخوفهم بها. {من ذكر}: أي من قرآن. {معرضين}: أي غير ملتفتين إليه. {زوج كريم}: أي صنف حسن. {العزيز}: الغالب على أمره ومراده. {الرحيم}: بالمؤمنين من عباده. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث} أي وما يأتي قومك المكذبين لك من موعظة قرآنية وحجج وبراهين تنزيلية تدل على صدقك وصحة دعوتك ممًّا يحدثه الله إليك ويوحي به إليك لتذكرهم به إلا أعرضوا فلا يستمعون إليه ولا يفكرون فيه. وقوله تعالى: {فقد كذبوا به} يخبر تعالى رسوله بأن قومه قد كذبوا بما أتاهم من ربهم من ذكر محدث وعليه {فسيأتيهم أنباء} أي أخبار {ما كانوا به يستهزئون} وهو عذاب الله تعاغلى الذي كذبوا برسوله ووحيه وجحدوا وأنكروا طاعته وفي الآية وعيد شديد وهم عرضة له في أية لحظة إن لم يتوبوا. وقوله تعالى: {أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فهيا من كل زوج كريم} إن كانت علة هذا التكذيب من هؤلاء المشركين هي إنكارهم للبعث والجزاء وهو كذلك فلم لا ينظرون إلى الأرض الميتة بالقحط بنزل الله تعالى عليها ماء من السماء فتحيا به بعد موتها فينبت الله فيها من كل زوج أي صنف من أصناف النباتات كريم أي حسن. أليس في ذلك آية على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم وحشرهم للحساب والجزاء، فلم لا ينظرون؟ {إن في ذلك لآية} أي علامة واضحة للمشركين على صحة البعث والجزاء. ففي إحياء الأرض بعد موتها دليل على إحياء الناس بعد موتهم. وقوله تعالى: {وما كان أكثرهم مؤمنين} يخبر تعالى أنَّ فيما ذكر من إنباته أصناف النباتات الحسنة آية على البعث والحياة الثانية ولكن قضى الله أزلاً أن أكثر هؤلاء المشركين لا يؤمنون وقوله: {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم {وإن ربك لهو العزيز} وواصل دعوتك في غير غم ولا هم ولا حزن وإن العاقبة لك وللمؤمنين بك المتبعين لك. .من هداية الآيات: 2- بيان ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يناله من الغم والحزن وتكذيب قومه له. 3- بيان أن إيمان المكره لا ينفعه، ولذا لم يكره الله تعالى الكفار على الإيمان بواسطة الآيات. 4- التحذير من عاقبة التكذيب بآيات الله وعدم الاكتراث بها. 5- في إحياء الأرض بالماء وإنبات النباتات المختلفة فيها دليل على البعث الآخر. .تفسير الآيات (10- 17): .شرح الكلمات: {إن ايت}: أي بأن ائت القوم الظالمين. {ألا يتقون}: ألا يخافون الله ربهم ورب آبائهم الأولين منا لهم ما دهاهم؟ {ويضيق صدري}: أي من تكذيبهم لي. {ولا ينطلق لساني}: أي للعقدة التي به. {فأرسل إلى هرون}: أي إلى أخي هرون ليكون معي في أبلاغ رسالتي. {ولهم على ذنب}: أي ذنب القبطي الذي قتله موسى قبل خروجه إلى مدين. {قال كلا}: أي قال الله تعالى له كلا أي لا يقتلونك. {فاذهبا}: أنت وهرون. {إنا رسول رب العالمين}: أي إليك. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- لا بأس بإبداء التخوف عند الإقدام على الأمر الصعب ولا يقدح في الإيمان ولا في التوكل. 3- مشروعية طلب العون والمساعدة من المسؤلين إذا كلفوا المرء بما يصعب. .تفسير الآيات (18- 22): .شرح الكلمات: {ألم نريك فينا وليداً}: أي في منازلنا وليداً أي صغيراً قريباً من أيام الولادة. {ولبثت فينا من عمرك سنين}: أي أقمت بيننا قرابة ثلاثين سنة وكان موسى يفرعون لجهل الناس به ورؤيتهم له في قصره يلبس ملابسه ويركب مراكبه. {وفعلت فعلتك التي فعلت}: أي قتلت الرجل القبطي. {وأنت من الكافرين}: أي الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد. {وأنا من الضالين}: إذ لم يكن عندي يومئذ لبني إسرائيل يعد نعمة فتمن بها علي؟ .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- جوار التذكير بالإحسان لمن أنكره ولكن لا على سبيل الامتنان فإنه محبط للعمل. 3- جواز إطلاق لفظ الضلال على الجهل كما قال تعالى: {ووجدك ضالأً} كم قال موسى {وأنا من الضالين} أي الجاهلين قبل أن يعلمني ربي. 4- مشروعية الفرار من الخوف إذا لم يكن في البلد قضاء عادل، وإلا لما جاز الهرب من وجه العدالة.
|